ماذا يعني فوز ايفو موراليس' بكرسي الرئاسة في بوليفيا !

بل ماذا يعني فوز هندياً حافي القدمين من أحذية النيكا وغاوي المعدة من سندويجات الماكدولاند !
ماذا يعني كل هذا !؟
هل يعني أن الله أخيرا فكر بشعوب العالم المضطهدة ؟؟!!
أو ربما أن الحكومة الأمريكية والنظام الرأسمالي العالمي بداء أخيرا يكفرون عن خطأيهم في كنيسة الربح وإمام كاهن فائض القيمة.
ماذا يعني فوز فرد من الأغلبية البوليفية لأول مرة بقيادة بلادهم منذ 180 عاماً ؟
لقد كانت أمريكا اللاتينية دائما منطقة مضطربة وشبه مغلقة لحكومة الأمريكية وكانت دائماً تمثل الحديقة الخلفية للبيت الأبيض وكانت دائما تشبه جمهوريتها بجمهوريات الموز لان الحكومات كانت لا تدوم لأكثر من سنة أو سنتين على أكثر التقدير وكانت الأوضاع السياسية دائماً مضطربة والأوضاع الاجتماعية دائماً ملتهبة واليسار كان دائماً قوة لا يستهان به وأحيانا القوى الوحيدة الجديرة بالاحترام .ولكن هذا اليسار نفسه كانت مليئة بالتناقضات وطريقه إلى السلطة كانت دائماً ملغماً ودموياً وذلك للقبضة الحديدة التي كانت تملك به زمام الأمور الامبريالية العالمية بقيادة الحكومة الأمريكية والشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية لقد كانت تاريخ تلك المنطقة تاريخاً دموياً لا يقل دمويتها عن تاريخ الشرق الأوسط فالانقلابات العسكرية والمدعومة من أجهزة مخابرات تلك الدولة الكبرى و ذاك كان السمة البارزة لنوعية النظام الحكم والاغتيال السياسي والتنكيل بوحشية بالمعارضين والإعدامات الجماعية وإرهاب الدولة المنظم بحق الحركات الاجتماعية والطبقات والفئات الفقيرة من المجتمع والحركات الراديكالية والشيوعية واليسارية المعارضة كانت اطر الحياة السياسية والاجتماعية كل هذا الأمور أعطت المنطقة سمة عدم استقرار تاريخي لما يقارب من قرنين من الزمن وأكثر باختصار منذ بداية الاستعمار والاحتلال الاسباني للمنطقة .
لقد بداء التغيير الفعلي في المنطقة مع بداية الثورة الكوبية وظهور الحركات اليسارية المسلحة والذي ما زال بعضها في حالة قتال لحد ألان وكان الثورة الكوبية وصعود اليسار فيها بقيادة جيفارا وكاسترو صدى قوياً في المنطقة والامبريالية الأمريكية والعالمية كانت تدرك هذا الحقيقة ومنذ الأيام الأولى للثورة الكوبية لداء الحكومة الأمريكية بمعاداة القيادة الفتية وتطويقه من كل الجهات وإعلان الحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدولة الفتية .
وألان بعد أكثر من 40 عاما على أول حكومة شعبية وراديكالية وذو ميول اشتراكية
نرى أولا فنزويلا وظهور Hugo Chavez وألان نرى ايفو موراليس في بوليفيا
يبدو إن التاريخ بدا بتصحيح مساره المتعجرف والحركة العمالية وبرغم كل التنكيل والترهيب الوحشي اثبت ثانيتاً اقتداره الكامل فدولت سلفادور ليندي ونيجاركوا الثورية كانت مرحلة مضيئة في تاريخ النضالي لأمريكا اللاتينية
إن صعود ايفو موراليس يجب أن تكون نقطة انطلاق وليس إعلان الانتصار فالثورة لم تبدأ بعد فذلك مجرد بشائر إن انهيار سيطرة الامبريالية العالمية لأمريكا اللاتينية بدأت منذ الثورة الكوبية ولكنها بدأت تأتي ثمارها ألان إن فوز شافيز في فنزويلا و ايفو موراليس في بوليفيا وإعلان الأرجنتين لإنهاء ديونه لصندوق النقد الدولي هي بيانات تحمل الكثير من دلالات التغيير الثوري الذي يحمله المرحلة القادمة علينا كثوريين وكماركسيين وعمال إن نكون على استعداد لفهم هذه التغيرات بمعناه الأعم والشامل والأوسع علينا أن نكون مستعدين ذهنياً وسياسياً وأدبيا لتحمل واجباتنا الثورية إن التغيرات الاجتماعية التي بدأت في أمريكا اللاتينية لن تنتهي هناك ولن تقف على عتبة المحيط الأطلسي بل أنها ستصنع التغيير في كل مكان فالمستقبل تحمل التغيير معه ولكن شكل هذا التغيير علينا نحن إن نقرره وليس الامبريالية العالمية

ريبيين صديق
استراليا سدني
‏الاربعاء‏، 04‏ كانون الثاني‏، 2006

تعليقات